إن كنت لا تعرفه فما أجمل أن تدعو له بالرحمة والمغفرة , وإن كنت تعرفه فقد وجب عليك أن تكون له نعم الصديق والأخ ............ ما أجمل أن تتذكره في سجودك بدعوات .... ما أروع أن تتذكره في صدقاتـك فتقول : اللهم هذه عن أنس .... ما أفضل أن تدعو له بقلبٍ صادق فسيأتي اليوم الذي تتمنى فيه أن يدعو الناس لك

2010/08/07

يوم الفاجعة



في يوم الأحد 19/04/1431هـ الموافق 04/04/2010م وفي الساعة الواحدة وأربعون دقيقة تقريباً فُجع قلبي وقلب أهلي بحصول حادثٍ لأخي الكبير الغالي / أنس أحمد باشوية في الرياض أدى إلى وفاته , الخبر إلى الآن كالكذبة التي لا تصدق اتصلنا بالرياض وتأكد الخبر ممن حضر لالالالالالالالاإله إلا الله ... الحمد لله ...يارب .... , علم والدي بالخبر فانتفض واسترجع وثبت ثبات الجبال , أخبرت الوالدة بانه حصل له حادث بكت واستسلمت لبكائها فلم أجد بداً من إخبارها بأنه قد رحل إلى جوار ربه ليكون ألمها واحداً بدلاً من ألمين , وماهي إلا لحظات وكل من في الدار علم بالفاجعة ولا تسمع إلا البكاء والنحيب حتى الرجال لم يستطيعوا تحمل هذه اللحظات لااااااااإله إلا الله - يبدو كأننا في حلمٍ وليس حقيقة - وصل أبوبكر وانطلقنا معه أنا ومحمد وأمي وابي إلى المطار لنذهب إلى الرياض , ركبنا الطئرة ووصلنا الرياض وكأنها لحظات فكل ما في التفكير أن يكون ماقيل خطأ والخبر ليس بصادق , انطلقت مع ابن عمي عبد العزيز وأخي أبي بكر إلى الثلاجة لنرى أنس ونحن نسأل الله ألا يكون هو , وصلنا فمنعنا من رؤيته رجعنا إلى البيت ننتظر صباح اليوم الثاني لنرى الخبر معاينة وقفنا أمام الثلاجة إلى أن اكتملت أوراق التسليم بعد الظهر , سُلمت الأوراق لموظف الإستقبال وحينما أخذ الموظف بتدوين البيانات قام أحد الأطباء بأخذ الاسم والدخول للثلاجة أخذت أختلس النظر للطبيب لعل وعسى أن يطلب مني أن أدخل معه وفعلاً أشار علي وليته لم يُشر دخلت وأنا أقول : يارب خيب ظنَّ كل من حضر ... لكن ومن النظرة الأولى رأيت وجه أخي ... الحمد لله ..الحمد لله على كل حال .. رأه أبي وإخوتي ثم توجهنا إلى المغسلة , ركبت مع أخي أنا طوال الطريق أقول سيتحرك لم يمت ... إلى أن وصلنا المغسلة .. دخلت أنا وأبي بكر للمساعدة في تغسيله ... وضعناه على منطقة الغسل ... فتحنا وجهه .. نزعنا ثوبه الأبيض ...سيتحرك .... غسلنا .. مسحناه ..قلبناه .. لم يتحرك ..... إنه ميت ... لا ربما غيبوبة .. دخل الناس يسلمون عليه الكثيرون دخلوا وقبلوا رأسه ... لم يتحرك ... جاء أناس وصلوا ليه وهو في المغسلة ... دخلت زوجته .. دخلت أمي .. أخواتي .. رأوه .. لكنه ليس معهم ... أخذناه إلى المسجد ... الوقت : صلاة العصر ... لا تقم الصلاة تأخر ساعة ساعتين .. لكن أرجوك قلبي يحرقني ونفسي تؤرقني ... لن أودعه ... صلينا العصر ماباله تعجَّل ... نادى بالصلاة على الرجل والطفل ... هل سنصلي على أنس لا ؟ لا أصدق ما يحصل .. لم أكن أبداً مستعداً لمثل هذا الموقف .. اتمنى من يقول لي استيقظ فأنت نائم .. لكن ؟؟!!!
التكبيرة الأولى .. التكبيرة الثانية ... الثالثة .. الرابعة .. أقسم أنني لا أدري ماذا قلت فيها ... لا زلت غير مصدقٍ لما يحصل .. سلَّم الإمام سلمنا ... وانطلقت مع أنس ومازلت أنظر إليه ولكن هذه المرة زاد البكاء ... الحمد لله ... وبداخلي أقول سيتحرك ...وصلنا إلى المقبرة وكأنها ثواني ... حملناه إلى القبر .. هنا تعال هنا ... هل سيضعونه بحق الآن في الحفرة ؟ .... دخل عمي إلى الحفرة ومعه أبي بكر نادوا أبي ليكون ثالثهم .. تأخر قالوا تعال ياعبد الرحمن نزلت وأنا غير مستوعب لما يحصل ... وجهه على القبلة ... فك الأربطة ... اطلع ياعبد الرحمن ... هاتوا اللبنات .. وأخذوا يقفلونها عليه .. يأبوبكر هذا أخوك الكبير كيف تضعه في الحفرة وتغلق عليه هكذا أهذا فعل الأخ بأخيه ؟ لا إله إلا الله ما بالي لم أصدق إلا الآن أنه قد مات .... غطوا قبره بالتراب وقالوا : ادعوا له ... رفعت يدي بالدعاء .. يارب ارحمه .. يارب أمانتك فاحفظها ... يارب يارب ولا اعرف بماذا دعوت .. اختلط البكاء بالدعاء فلم أعرف ماذا قلت ... انفضَّ الناس عنه .. فرغت من الدعاء .. تراجعت .. هل سأذهب ؟ لا كيف أتركه لوحده ؟ ماذا بيدي أن أفعله يارب ؟ يارب ثبته .. يارب ثبته ... يارب ثبته ... مضيت وقلبي يقول لي أخوك بحاجتك فلا تتركه ...قالوا سنسلم على قبر جدتي ذهبت إلى قبر جدتي وقلبي عند قبر أخي ..إنه أخي .. وسيبقى أخي ...رجعنا إلى البيت وتأتي أيام العزاء ... كل من قال : عظَّم الله أجرك تذكرت وجهه ...الله يرحمه أقول : آآآآآآمين يارب ...........
رجعنا إلى جدة وأقام مراسم العزاء ومازلت عير مصدق بأنه مات ..... رجعت إلى العمل وأنا أقول : هل هذا حلم أم حقيقة ؟ مرت أكثر من عشرة أيام على الفاجعة ... وقلبي يحترق وأتمنى أن أكون في حلم .. لكن الحمد لله على أقداره ....
يارب تعلم أنني قد قلت بأنه صغير ومازال شباب فاغفر لي يالله زللي , اللهم من حبي لأخي لم أعرف ماذا أفعل وماذا أقول ؟ اللهم قد شهد والداي برضاهما عنه فارض عنه , اللهم قد مات وهو يسعف مريضاً فاكتبها شهادةً له , اللهم قد مات وبه جراح اللهم فاجعل كل جرحٍ جرحه كفارة لسيئاته واجعل كل قطرة دمٍ نزفها رفعة له في درجاته , اللهم إن نبيك قد قال إن الشوكة إذا أصابت المسلم له بها أجر الله فاكتب في جراحه وقطرات دمه الرفعة عندك يارب , اللهم لو كان ضيفاً عندنا لأكرمناه الله فقد قدم ضيفاً عندك فأكرمه , اللهم لا تحرمنا الإجتماع به في الفردوس الأعلى من الجنة ... آمين ... آمين ... آمين
يارب أستغفرك لأنني إلى الآن لم أصدق أنه مات .. فاغفر لي يالله فأنا ذو قلبٍ ضعيف لم يقوَ فراق أخاه الحبيب .

هناك تعليق واحد:

  1. الله يرحمك ي غالي مضت سنوات علئ فراقك كانها بالامس ولو مضئ العمر كله لك اخت واهل لن ينسوك

    ردحذف